التحول الرقمي Digital Transformation في المؤسسة: المفهوم و التطبيق – الأثر

1- المفهوم والتطبيق

كاتب المقال:


أ.د. محمد باسل عمارة
أستاذ تحليل و ميكانيكا الإنشاءات
رئيس قسم الهندسة المدنية (الأسبق)
وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع و تنمية البيئة
كلية الهندسة (المطرية) – جامعة حلوان
بريد إلكتروني: Prof.dr.basil.emara@m-eng.helwan.edu.eg
Facebook: Basil Emara

على مدار العقود الأربعة الأخيرة، شهد العالم طفرة تكنولوچية هائلة شملت جوانب متعددة من أوجه الحياة و التي تأثرت بها الشعوب سواءاً كانت فاعلة في صناعة هذا التطور أو متلقية لمنتجه و متأثرة بنتائجه.. و لقد أضحى تأثير الطفرة التكنولوچية واضحاً تماماً في مجالات عدة منها الصناعة و التجارة و الزراعة و الصحة إلخ.. و بخاصة، في مجال الخدمات باختلاف أوجهها.. و أصبحت تكنولوچيا المعلومات Information Technology تلعب دوراً رئيسياً في تطوير منظومات العمل في القطاعات المختلفة التي تمس حياة المواطن بصورة مباشرة و تحديداً في مجال التعليم و الصحة و الإعلام و الخدمات… و مع هذا التطور، كان لزاماً التطوير المستمر في منظومات العمل باختلاف التخصصات و إستغلال دور التكنولوچيا الرقمية، مثل الإنترنت و الحواسب الآلية و برامجها و الأقمار الصناعية، في هذا التطوير…و من ثم، كان لزاماً البدأ فيما يسمى “بالتحول الرقمي” Digital Transformation في المؤسسات المختلفة لمواكبة هذا التطور الكبير لما له من فوائد هائلة في تطوير العمل مثل إختصار خطوات العمل و سرعة إنجاز الأعمال و كفاءة حفظ المستندات و الإحترافية في إدارة العمل إلخ… و من ثم، زيادة المكاسب و الأرباح و ضمان التنافسية و الإستمرارية…
فما هو التحول الرقمي؛
يشتمل تعريف التحول الرقمي على عدة مفاهيم و هو بالأساس الإنتقال من إستخدام الأنظمة التناظرية Analogue Systems إلى الأنظمة الرقمية Digital Systems. و هذا يتطلب تغييراً جوهرياً في جميع أوجه الخدمات المختصة بإدارة و توصيل الخدمة إلى المستهلكين و المستفدين… و بالإضافة للتطور التكنولوچيا و العلمي، فإن هذا التحول يتطلب بالضرورة تغييراً ثقافياً مجتمعياً لاستيعاب و إستخدام هذه الأنظمة… و حتى نعطي مثالاً عن التحولات الرقمية و التي يتفاعل الفرد مع أنظمتها، فإن ملأ الإستمارات إليكترونياً بدلاً من يدوياً يعتبر تحولاً رقمياً… حفظ صور المستندات إلكترونياً على الحاسب بدلاً من تخزينها في الأدراج و غرف الأرشيف يعد تحولاً رقمياً… كذلك هو الحال في إستخراج بطاقات الرقم القومي و تجديد رخص السيارات عن طريق الإنترنت… بل إن الإستعانة بالإنترنت لعقد الإجتماعات و المؤتمرات Conference Meetings و الحقيقة التخيلية Virtual Reality بدلاً من إنجازها حضورياً هو تحولاً رقمياً و لقد لمسنا هذا جلياً خلال العام المنقضي في ظل ظروف الجائحة…
بل إن إستخدام الحاسب الآلي في حد ذاته هو تحول رقمي…
و تعتبر العناصر التالية هي الأساسية للتحول الرقمي:
1. الإدارة الفاعلة،
2. المرونة في العمل و التشغيل،
3. خبرة متلقي الخدمة،
4. الثقافة المجتمعية،
5. تمكين القوة العاملة و تطوير أداءها بالتدريب و،
6. دمج التكنولوچيا الرقمية في المؤسسة…
و بناءاً على سبق و مع هذا التطور الكبير، أصبح إستخدام التكنولوچيا الرقمية مسألة إستمرارية Continuity & Sustainability و قضية بقاء Survival Issue للمؤسسات في ظل متغيرات عديدة تضرب الصناعة و المجتمع و لنا في تأثير جائحة كوڤيد-١٩ أكبر الأمثلة لما يمكن أن يؤثر على إستمرارية المؤسسات و تنافسيتها…
و من الممكن ان نلخص الخطوات الرئيسية التي تصنع التحول فيما يلي:
1. تعريف المشكلة المطلوب حلها…
2. تحديد الأهداف المطلوب الوصول إليها و إنجازها…
3. تحديد المشاكل و المعوقات التي تقف في طريق التحول الرقمي، و من ثم يتطلب الآتي: (١) بنية تحتية هائلة (أجهزة، كابلات، كهرباء منشآت…)، (٢) أفراد مدربين على التكنولوچيا الرقمية، (٣) تقبل ثقافي مجتمعي، (٤) دعاية إعلامية، (٥) مؤسسات حكومية داعمة و (٦) قدرة مالية..
4. إزالة كافة المعوقات للمشروع عن طريق السلطة المختصة…
5. تشكيل إدارة فاعلة ناجزة لتطبيق التحول…
6. مراقبة التنفيذ في إطار الميزانية و الجدول الزمني…
7. ضمان إستمرارية التطوير Continued Development… فإذا كان ما سبق هو تعريف التحول الرقمي بعناصره و إطار تطبيقه، كيف سيكون تطبيقه و أثره على مؤسسة أكاديمية…
لنا في ذلك لقاء و حديث آخر بإذن الله…

AR